..يمكنكـ حفظـ الصفحه علي سطح المكتب لاكتمال القصه في وقت لاحقا..تنزيل الملف
الساعة (الجزء الاول)
- بني لا اظن انه الوقت المناسب للاستماع الى الاغاني , اغلق هذا الهاتف و اظهر بعض الاحترام , لسنا ذاهبين في نزهة اننا فى طريقنا لحضور جنازة جدك ...
-ابي انت تعرف جيدا انني لم احب هذا الرجل مطلقا و لست حزينا على موته و يكفيني اننى محتجز داخل سيارة تسير وسط الصحراء منذ ساعات لاحضر جنازته لذا دعنى على الاقل اشغل وقتي بشيء احبه ...
- انا ايضا لم اكن له سوي الكراهية لكن هذا من اجل والدتك التي كان علينا مرافقتها منذ البداية بدلا من تركها لتسافر وحدها لتري والدها المريض لو كنت اعلم انه سيموت قريبا حتما كنت سافرنا معها
محمد: تحدث عن نفسك فقط فانا لم اكن اقبل ابدا بقضاء اسبوعين قرب هذا الرجل .....
بعد دقائق من الجدال بين محمد و والده اخيرا وضعت "ميار" الكتاب جانبا وقررت ان تشارك فى الحديث الدائر حول جدها الميت ....
ميار: ابي ما الذى فعله جدى و جعلك لا تكن له سوى الكراهية كما قلت ؟
- ميار صغيرتي انا اعذرك فانت لم تقابلي جدك هذا سوى مرة واحدة فقط حدثت قبل 15 عام فكل مرة كانت امك تسافر الى بيت اهلها كنت ارفض ان تأخذك معها و كذلك شقيقك لكنه لم يستمع الي ابدا وكان يرافقها رغم كراهيته لجده الا انه لم يكن ابدا ليفوت على نفسه متعة اللعب مع الاطفال فى المزرعة هناك من اجل شخص يكرهه اما انت فأغلب الظن انك لم تكوني تحبين المزرعة لذا كنت تقبلين بالبقاء معي ..
-هذا الكلام لايصلح كرد علس سؤالي, طلبت وبكل وضوح ان اعرف السبب وراء كل هذه الكراهية فليخبرنى احدكم و الان !!
الوالد : لا اعرف فى البداية لم اكن اكرهه فهو عمي الرجل الطيب الذى عرفته منذ الصغر وكان والدي يحبه كثيرا و كذلك احبه الجميع , لكن في السنوات الاخيرة تغير كثيرا فبعد ان كان فاحش الثراء بدأ يخسر كل شيء حتى ان امك كانت ترسل له المال شهريا كي لا يضطر لبيع المزرعة و لم نعرف اين ذهبت كل هذه الثروة , ترددت اشاعات بين اهل القرية و العاملين فى المزرعة انه فقد عقله "قطع الوالد حديثه واخذ يضحك بصوت عال ثم تابع قائلا...." كانوا جميعن يعتقدون بان عمي مصاص دماء .....
ميار: لا اصدق هذا امازالت هذه العقليات موجودة حتى يومنا هذا , اخشى ان يكون اهل القرية قد قاموا بتكتيف جدي و وضع الثوم حوله اثناء دفنه "التفتت ميار الي شقيقها و سألته ان يذكر سبب كرهه للجد ...."
- لا اعرف سببا محددا يا ميار لكنه رجل غريب ومخيف يعتكف دائما فى غرفته ذات الرائحة الكريهة و التى تحتوي على اشياء اكثر غرابة من صاحبها كذلك كانت هناك عباءته الحمراء المصنوعة من الحرير و الساعة التى لم تفارقه ابدا كنت كلما رأيته مرتديا تلك العباءة و معلقا الساعة حول رقبته اصاب بالرعب , اذكر انني اقتحمت غرفته فجأة فوجدته يمسك ببيضة في يده و يكتب عليها شيئا ما و هو يردد اسم شخص ما و عندما احس بوجودى نظر الي خفت كثيرا وقتها وخشيت ان يعنفنى لتعديه على حرمة غرفته إلا انه و على عكس ما توقعت ابتسم لى و امرنى ان اقترب منه ففعلت عندها اعطانى البيضة وقال لي ان القها فى النار سالته لما علي فعل هذا فقال لي نفذ ما طلبته دون اسئلة لان ما ستفعله الان سيعود على بالخير يوما ما , اطعته والقيت البيضة في و عاء معدنى كان قد اشعل فيه نار و رأيت البيضة وهى تحترق ....
ميار: مالذى كتب على البيضة ؟
محمد: لا اذكر جيدا لكن اظنها كانت احرف منفصلة لا تعنى اي شيء
ميار: اسم من ردده جدك على البيضة ؟
محمد: شقيقه , والدك يا ابي !!
الاب: غريبة !! ما الذى يعنيه هذا ؟
ميار : هل ترى ان هذا سبب كاف كى تكره جدنا ؟
محمد : لا لكنه كان شخصا مخيفا ولا تسألينى كيف و لماذا انه مجرد شعور كان يراودنى كلما نظرت اليه و لم اكلف نفسي عناء معرفة السبب
ميار: ماذا عن جدتي ؟ هل هي مخيفة ايضا ؟
محمد : كم مرة قلت لك الا تقولي عنها جدتى انها زوجة جدنا يا ميار ورغم هذا هى امراة طيبة و متدينة تهتم بامور المزرعة جيدا و يحبها الجميع هناك سوف تتعرفين عليها بنفسك بعد ان نصل وربما تأخذك في جولة الى حظائر حيواناتها كما كانت تفعل كل مرة ازورهم فيها هذه اذا تبقى هناك اي حيوانات.
اخيرا و بعد ساعات وصلت السيارة الي نهاية رحلتها حيث المزرعة الملك الوحيد الذى لم يخسره الجد كانت المزرعة كبيرة مترامية الاطراف و رغم هذا كان هناك مئاد الامتار من الاسلاك الشائكة تحيط بيها لتفصلها عن بقية اراضى القرية , يتوسط المزرعة بيت كبير حديث البناء لكن الطابع الريفي يغلب عليه و يبدو هذا واضحا فى الوانه الزاهية والمتنافرة و النقوش البارزة المصنوعة من الجص و امام البوابة العملاقة للبيت التى ترتفع عن الارض قليلا مساحة صغيرة موضوع بها مقاعد خشبية قديمة الطراز لطالما اعتادت زوجة الجد الجلوس عليها لتراقب عمال المزرعة , و على بعد امتار كانت تقع الحظيرة التي لم يتبقى بها سوى عدد قليل من الطيور و حصان و مجموعة من الكلاب التي و على عكس كل شيء ازداد عددها ....... اصاب الحزن محمد و والده بسبب الحال التى آلت اليه المزرعة فى الآونة الاخيرة و وقفا يتأملا المكان لدقائق قبل ان دخول البيت اما ميار فلم تهتم بامر المزرعة مطلقا و اسرعت الى البيت معتقدة انها لا تحمل حقا اي ذكريات عن هذا المكان ..... لكنها مخطئة
الساعة (الجزء الثاني)
"كانت الام واقفة في الشرفة لحظة وصول عائلتها و عندما رأت السيارة اسرعت لاستقبالهم امام الباب , بعد دخولهم البيت لاحظت ميار ان امها مضطربة و قلقة اكثر من كونها حزينة على وفاة والدها ما زاد من حيرة ميار اكثر ما قالته امها فور دخولهم , اولا امسكت بيد ابنتها و اعتذرت منها على التسبب فى احضارها الى هنا بعدها تحدثت الى زوجها بصوت خافت لم تستطع ميار فهم كلمة واحدة منه و لمزيد من الحرص اخذت الام زوجها و اتجهت الى غرفة مجاورة يبدو انها اعدت لاستقبال الضيوف ....
"فى غرفة الضيوف"
- انا اسفة على كوني السبب في احضارها الى هنا مرة اخرى , لكن انت تعلم جيدا كيف يفكر اهل القرية و ما سيقولونه اذا لم تأتي لحضور جنازة عمك كذلك محمد من غير اللائق الا يحضر جنازة جده فهو ليس بطفل , وبما انه وجب عليكما الحضور فعلى ميار ان تأتي ايضا حتى لا تبقى وحدها بالبيت هناك لفترة طويلة
- امازلت تخشين عليها من خيالات الطفولة , تلك الحادثة وقعت قبل زمن ولا اظنها تذكرها من الاساس كما انها ليست بالخطب الجلل ففي السابق قلقنا كثيرا لانها كانت طفلة اما الان فهى شابة فى العشرين من عمرها ربما تضحك عل نفسها و تصرفاتها اذا تذكرت ما حدث
- اتمني هذا ..
"في تلك الاثناء كانت ميار تستكشف البيت الريفي الكبير برفقة زوجة جدها اما محمد فقد كان عصبيا مزعجا و كثير التذمر لذلك تخلصت منه زوجة الجد في اقرب فرصة وارسلته الي غرفته قبل كل شيء حتى لا يزعجها بطريقته غير المهذبة فى اظهار شعوره بالملل و عدم الاكتراث علي عكس شقيقته الصغرى فهى هادئة الطباع و مراعية لمشاعر الغير اعجبت بها زوجة جدها كثيرا "
زوجة الجد : محمد اظنك تعرف كل ركن في هذا البيت ولا تحتاج الى ان ترافقنا في هذه الجولة لذا بامكانك الذهاب الى غرفتك لتستريح انت تعرف الطريق اليها اليس كذلك ؟
محمد : اجل اعرفه لا تهتمي لامرى وابقى مع ميار اظنها تحب السياحة
زوجة الجد "متجاهلة محمد": اما انت يا ميار فقبل ان ادلك على غرفتك سوف اريك البيت فمؤكد انك لا تذكرين شيئا عنه
ميار: شكرا لك جدتي ساكون مسرورة بهذا
"كادت ان تطير زوجة الجد من السعادة عند سماعها كلمة جدتي من ميار وتحمست اكثر للاهتمام بها "
زوجة الجد : كم هذا جميل انت فتاة رائعة يا صغيرتى ناديتني بجدتى رغم انك لا تعرفيني ولم ترينى سوى مرة واحد على عكس شقيقك هذا فانا من يهتم به كلما جاء الي هنا ولا اسمع منه سوى كلمة "زوجة جدي" ..... فلنترك امره جانبا هيا لنبدا جولتنا .....
"بعد ساعة كاملة قضتها ميار و زوجة جدها فى التنقل من غرفة لاخرى و البقاء فى كل واحدة لدقائق لسرد تاريخها و صلت اخيرا الى غرفة مقفلة توقفت امامها زوجة الجد و قالت :
- ها قد وصلنا الى الغرفة الوحيدة المتبقية و هي غرفتك , اتعرفين يا ميار لقد اعد جدك هذه الغرفة خصيصا لاجلك فعندما وضع خطة بناء هذا البيت كانت امك على وشك ان تلدك مازلت اذكر مقدار سعادته بقدومك الى الحياة لطالما كان رجل ذو عقلية مختلفة فلا يوجد بهذه القرية كلها رجل غيره يفرح بانجاب فتاة , و على الرغم من هذا لم تاتى الى هذا البيت الا وانت فى الخامسة من عمرك و كان جدك قد تغير كثيرا وقتها ....
- المعذرة جدتي لكن لا اظن ان هذه هى الغرفة الوحيدة المتبقية فأنا لم ارى غرفة جدى بعد....
"توترت زوجة الجد و تلعثمت في كلامها لكنها لم تكن صارمة لذا تراجعت بسهولة عن موقفها و حاولت تبريره بانها لا تفضل رؤية غرفة زوجها الان حتى لا يزداد حزنها "
- حسنا جدتي انا اسفة , لم يكن علي الالحاح اتفهم شعورك جيدا
"غضبت زوجة الجد من نفسها كيف استطاعت ان ترد الفتاة خائبة بهذه الطريقة , فتصرفت بسرعة واعتذرت لميار و امسكت بيدها و قادتها الى غرفة جدها التى كانت تأخذ وحدها الطابق الثالث من البيت ...."
- لا اعلم ما الذى سمعته عن غرفة جدك لكنه بالتأكيد غير صحيح كما ان جدك لم يدخل هذه الغرفة منذ اصابه المرض لذا فان كنت تبحثين عن التشويق فغرفتي هى المطلوبة لان جدك مات هناك
- انا اسفة جدتي صدقيني لم اقصد ابدا اغضابك , ولاكون صريحة معك لقد سمعت بالفعل عن غرفة جدي من محمد و بدافع الفضول فقط اردت القاء نظرة عليها لارى هل هي مرعبة كما قال اخي ام لا !
- حسنا ها نحن امامها تفضلى القي نظرة كما اردت
"فتحت زوجة الجد الغرفة المقفلة باحكام و وقفت على باباها مشيرة الى ميار بالدخول لكن هذه الاخيرة تسمرت في مكانها من هول الصدمة ....."
الساعة (الجزء الثالث)
"عندما فتح باب الغرفة كان اول شيء وقع عليه نظر ميار هو ذاك الكلب الممد على ارض الغرفة ... صدمت زوجة الجد ايضا عندما رأت المشهد البشع امامها و صاحت مرتعبة "
- يا ربي انه "عنتر" كان كلب زوجى المفضل يا ميار انه ميت المسكين مات في اليوم نفسه الذى مات فيه صاحبه "مسحت على رأسه بحزن اثناء ذلك كانت ميار تنظر الى الكلب متعجبة كيف لم تلاحظ زوجة جدها ان هناك امر مريب بخصوص عنتر هذا , قامت زوجة الجد وطوت السجادة ولفتها حول الكلب وهمت بان تحمله لكن ميار استوقفتها و طلبت منها ان تترك هذا العمل لمحمد و ذهبت لاحضاره كي يقوم بالمساعدة , على مضد وافق محمد و جاء الى غرفة الجد مع شقيقته غير مدرك ان السبب الاول وراء طلب ميار المساعدة منه هو ان تريه الشيء الغريب الموجود بهذا الكلب ولهذا قامت عمدا بازاحة جزء من السجادة كى تكشف عن رأس الكلب لكن يبدو ان محمد لم يدقق النظر بالكلب لهذا لم يلاحظ اى شيء , حمل الكلب بالسجادة و قادته زوجة جده الى رقعة بعيدة من المزرعة طلبت منه عنده ان يضع الكلب جانبا ويبدأ بالحفر ثم ناولته الادوات اللازمة ساعدته ميار فى الحفر بينما وقفت زوجة الجد تروي قصة حياة الكلب الشجاع ممسكة بمصباح كبير مسلطة اياه على الارض حتى يتمكنا من الرؤية واخيرا وقع نظر محمد على ما حاولت شقيقته طوال الوقت لفت انتباهه اليه كان وقتها يجر الكلب كى يلقى به فى القبر الصغير لكنه صعق مما رآه فترك السجادة من يده و تراجع الى الوراء قليلا لكنه لم يبقى صامتا كشقيقته اذ صاح على الفور بزوجة جده ....."
- ما هذا يا زوجة جدى !
- ماذا هناك يا محمد ؟
- ايعقل انك لم ترى ما اراه الان مع انك اقتربت من الكلب عدة مرات انظرى هناك من قام بتخييط فم الكلب
- احقا ما تقول , اه لقد رأيته , حسنا انتظراني هنا قليلا لا تدفنا الكلب حتى اعود
- الى اين انت ذاهبة ؟
- الى البيت كي احضر شيئا لا تقلق سأعود على الفور
"تأكدت ميار من ابتعاد زوجة جدها ثم قامت بوكز شقيقها و هى تنظر اليه بغضب "
- انا من عليه ان يغضب ليس انت , احضرتنى كى احمل جثة كلب وادفنها فوق هذا اجد امامي مشهد مقزز اكثر و تغضبين مني لانى سألت عما رأيت ولم ابقى صامتا كما فعلت انت , اخبرينى لما بقيتى صامتة كل هذا الوقت لما لم تخبرى زوجة جدك بان كلبها المسكين قتل ؟
- لاننى اعلم جيدا ما يعنيه تخييط فم كلب بهذه الطريقة و اعلم ايضا ان من قام بقتل الكلب ربما قتل معه انسان و الان فلننتظر الى ان تأتى زوجة جدك اذا كانت تحمل مقصا فهذا يعنى انها تفهم حقيقة الوضع و بامكانى التكلم امامها و اذا لم تفعل عندها يجب على البقاء صامتة فآخر شيء افكر فى فعله هو اثارة مخاوفها .
- لن انتظر الى ان تأتى , اشرحي لي الامر الان
- لا فلن يقتلك الفضول خلال هذه اللحظات القليلة و ها هى قادمة ارى ايضا انها تحمل في يدها مقص اذا تفهم كل شيء .
"جلست زوجة الجد قرب رأس كلبها ثم امسكت فمه باحدى يديها و باليد الاخرى قامت بقص الخيط و بحركة سريعة اخرجت شيئا صغيرا من فمه وضعته بحقيبة بلاستيكية ثم دسته فى جيبها , اما المقص فقد القت به داخل القبر"
- لا اظنن اننى بحاجة لاستعمال هذا المقص مرة اخرى لذا فمن الافضل دفنه و الآن اكمل عملك يا محمد اما انا فسوف اعود الى البيت لاحضر لكما العشاء "نفضت ثيابها وهمت بالمغادرة كأن شيئا لم يكن لكن ميار استوقفتها"
- جدتي لما قام احدهم بخياطة فم "عنتر" ؟
- لا اعرف يا ميار الناس في القرى يفعلون اشياء لا معنى لها احيانا , لا تعيري الامر اى اهتمام سوف اغادر الان اراكما بعد قليل.
"لم تكن زوجة الجد قادرة على اخفاء توترها لذا غادرت مسرعة قبل ان تجبرها ميار على الكلام , لكن محمد استشاط غضبا عندما شعر بان زوجة جده تخفى عنهم الحقيقة متعمدة "
- أرأيت كم هى امراة لئيمة , رفضت البوح بكلمة مما تعرفه , هيا اشرحي لي الامر الان
- حسنا لك هذا , ما رأيته كان نوع من السحر يا شقيقي ......
الساعة (الجزء الرابع)
"بعدما اكتشف وجود سحر موضوع داخل فم الكلب اصاب الخوف زوجة الجد و كان واضحا من تصرفاتها انها تعرف من قام بهذا العمل لم تفصح عنه , كذلك تسلل الخوف الى ميار اما محمد فلم يفهم بعد الخطر الذي يتربص بهم داخل ذلك البيت الريفي الكبير , تخيلت ميار الحال اذا ما عرفت امها بامر السحر مما لاشك فيه انها ستخاف كثيرا وربما تطلب من ميار و محمد مغادرة المزرعة والعودة الى المدينة في اسرع وقت و تحاشيا لردة الفعل المتوقعة هذه من والدتها طلبت ميار من شقيقها ان يبقي الامر سرا بينهما ...."
محمد : سحر إذا !! و كيف يعمل ؟
ميار : انه يقتل المسحور كما اظن عبر ربط مصيره بمصير الحيوان الذي يوضع داخل فمه السحر , مما يعني ان اى شيء مهما كان يصيب الحيوان سوف يصيب المسحور ايضا و بما ان عنتر قد اخيط فمه لمدة طويلة على الارجح لم يستطع تناول اي طعام خلالها لذلك مات فهذا يعني ان من عمل له السحر مات بالطريقة نفسها لم يتمكن من تناول اى شيء حتى مات , هذا ما يحدث اذا لم يكتشف امر السحر قبل الوفاة فإذا اكتشف عندها يمكن ابطاله وانقاذ الحيوان و كذلك المسحور
محمد : من هو الشخص الذى صنع السحر من اجله و من صنعه ؟
ميار : لا اعرف لكن على الارجح من صنع له السحر ميت الان بما ان الكلب مات , اتعلم !! ربما زوجة جدنا تعرف من هو الشخص المسحور لانه في الغالب توضع صورة او يكتب اسم للمسحور و توضع مع بقية الاشياء اللازمة في فم الحيوان .
محمد : ميت ! حسنا في النهاية انت تدركين حقيقة اني لا اصدق هذه الخرافات
ميار "بتهكم و سخرية" : انظروا من يتحدث عن الخرافات! الشخص الذى اضاع عمره و هو يشاهد افلام الرعب
محمد : بلى احب افلام الرعب كثيرا لكني مدرك تماما انها مجرد افلام لا صلة لها بالواقع
ميار : حسنا دعنا مما تؤمن به ولا تؤمن به الان عدني بانك لن تنطق بكلمة مما رأيناه قبل قليل امام امي وابي
محمد : لك هذا , علي اخبارك بالحقيقة قبل ان نصل البيت وهي حتى وان كنت غير مصدق للخرافات فانا ارى ان ما حدث لهذا الكلب يعتبر بداية غير مبشرة بالنسبة لي , لطالما خفت من البيت بسبب غرابة جدي فجاء هذا الحادث ليزيد الطين بلة
ميار : اوافقك الرأي فليكن الله في عوني لا اعلم كيف سأتمكن من النوم في احدى حجرات هذا البيت !!
محمد : هل رأيت غرفة جدنا ؟
ميار : لا للأسف انشغلت في امر عنتر و لم الاحظ اى شيء حولى , لكن انتظر قليلا عندما نصل الى البيت اذا وجدنا زوجة جدى مشغولة بإعداد العشاء في المطبخ فلنتسلل الى الغرفة لتريني الادوات و الاشياء الغريبة التى كانت تخص جدنا , هل توافق ؟
محمد : اتمنى ان تراك زوجة جدك وانت تقترحين علي هذا الاقتراح بالتأكيد كانت ستغير رأيها بك , و مع هذا انا موافق بالتأكيد
" عندما وصلا الى البيت كانت زوجة الجد بالفعل مشغولة فى المطبخ لذا اتجهوا من فورهم الى الغرفة الكبيرة في الطابق الثالث , بالفعل كانت تحتوى على اشياء كثيرة لكنها ليست غريبة الى الدرجة التى توقعتها ميار , كان هناك الكثير من اعواد البخور و اوعيته و العباءة الحمراء التي تحدث عنها محمد من قبل و كتب و اوراق نقش عليها رسومات و كلمات و رموز غير مفهومة بالنسبة لميار و محمد , اثناء قيام كل منهما بالبحث و العبث فى محتويات الغرفة هنا و هناك صاح محمد فجأة"
محمد : ها قد وجدتها ....
ميار : ما هي ؟
محمد : الساعة
ميار : هل كنت تبحث عنها , ما السر وراء اهتمامك بها ؟
محمد : حقيقة لا اعرف , لكنها تعجبني منذ ان كنت صغيرا و تمنيت كثيرا ان ارتديها , لطالما شعرت انها اكثر من كونها ساعة بالنسبة لجدي ....
" كانت الساعة قديمة جدا من نوعية الساعات التى كانت توضع داخل الجيب و تبقى السلسلة المتدلية منها ظاهرة خارج الجيب و رغم قدمها كانت تعمل و مضبوطة ايضا "
ميار : ارني اياها
محمد : تفضلي و ارتديها اظنها اعجبتك كما اعجبتني " بدلا من ان يضع الساعة في يد شقيقته قام محمد بوضعها حول رقبتها كالعقد , بمجرد ان لمست جلدها صرخت ميار وانتزعت السعاة بسرعة والقت بها بعيد و هى تصرخ متألمة "
محمد : ماذا هناك يا ميار ؟
ميار : انظر "اشارت الي جرح في عنقها" الساعة لقد احرقتني .....
الساعة (الجزء الخامس)
"احرقت الساعة ميار بمجرد ان لمستها و ترك هذا الحرق اثرا واضحا للعيان لكن محمد احتار في امرها كيف لساعة ان تحرق احدهم و هى ليست بساخنة حتى , قام بلمسها بسرعة قبل ان يلتقطها من على الارض للتأكد من حرارتها لكنه صدم عندما و جدها بالفعل ساخنة جدا و على ظهرها بقايا جلد محترق بالتأكيد يعود لميار لكنها بردت بعد قليل فاستطاع الامساك بها , كان الامر محيرا جدا لكلاهما لما احرقت الساعة ميار و لم تحرق شقيقها هل هى صدفة ام ماذا ,بعد ان استفاقت ميار من صدمتها اقترحت على شقيقها ان يضع الساعة من يده و تحاول هى لمسها مرة الاخرى , فوضع محمد الساعة على الطاولة و اقتربت منها ميار ولمستها للوهلة الاولى اعتقدت ميار ان الساعة لم تتغير حرارتها لكن لم تمر سوى لحظات حتى ارتفعت حرارة غطاء الساعة تحت اصابع ميار و بصورة مفاجئة "
ميار: ما خطب هذه الساعة دعنا نريها لشخص اخر ونجعله يلمسها لنرى ما اذا كانت حرارتها سترتفع كما فعلت معي ام لا
محمد : لا لن اريها لاحد سوف يأخذونها مني , انسي امرها وان كانت تحرقك فلا تلمسيها مرة اخرى
ميار : هكذا اذا , حسنا احتفظ بها اتمنى الا تصيبك بأذى فهذه الساعة مريبة و سوف تندم على اقتنائها يوما ما
" تركت ميار شقيقها في غرفة الجد وغادرت وهى غاضبة و خائفة مما حدث معها قبل قليل ولا تجد له تفسيرا , البيت كله مخيف تقريبا كلب مقتول و ساعة تحرق و ادوات غريبة كتب فيها اشياء لا تفهمها لكنها بدأت تدرك انها تعويذات و طرق للسحر لا محالة , هل كان جدها ساحر , هل هو من قام بعمل السحر و وضعه داخل فم الكلب عنتر , اذا كان هو الفاعل فالسحر لمن , من الضحية التي قام جدي بقتلها تساءلت ميار السؤال الاصعب الذى كان يجول بخاطرها اكثر من اي شيء هو هل في بقاؤها و عائلتها في هذا البيت يشكل خطر عليهم , كانت ميار تسرع الخطوات متجهة الى غرفتها عندما وجدت زوجة جدها امامها و الغضب باديا على وجهها "
- هل كنت بغرفة جدك ؟
- اجل , اسفة اني تسللت الى هناك دون اذن منك
- محمد مايزال هناك ؟
- اظن هذا
- اخذتي اى اغراض من تلك الغرفة ؟
- لا مطلقا
" اقتربت زوجة الجد من ميار و كانت تحدق الى شيئا ما لفت نظرها , ادركت ميار انها الان في مأزق لان زوجة جدها لاحظت وجود الحرق و حتما سوف تسأل عن السبب , لم تعرف بما ستجيب عندما تبدأ زوجة جدها بطرح الاسئلة حول الحرق هل تخبرها ان شقيقها وضع الساعة حول رقبتها فتسببت بحرقها عندها ستسأل محمد عن الساعة وربما تأخذها منه , على كل حال ما كان يجب عليه اخذها دون اذن من زوجة جده , هكذا اقنعت ميار نفسها الصدق هو الجواب الافضل "
- ميار هنالك جرح في رقبتك انه حديث اليس كذلك فانا لم اره الا الان لم يكن موجود قبل قليل ؟
- اجل جدتي , تلك الساعة القديمة التى تخص جدي , ارتديتها و بمجرد ان لمستني ارتفعت حرارتها واحرقتني
- هذا غريب كيف تفعل ساعة عادية شيء كهذا اه ربما تعانين من الحساسية من المواد التي صنعت منها الساعة, لطالما كرهت هذه الساعة ولم اكن اعرف السبب , واين هي الان ؟
- لقد تركتها مع محمد في الغرفة , اظنه يريد اخذها
- حسنا فليأخذها , لست مهتمة بامرها حتى وان كانت قيمة
- لماذا كرهتها يا جدتي انها مجرد ساعة
- هذا ما حاولت ان اقنع به نفسي لكن دون جدوى , تلك الساعة تخيفني حقا
- و ما السبب ؟
- لا اعرف ربما لاني لا اطيق الشخص الذى اهداها لجدك , اتعرفين كلما نظرت اليه شعرت اني انظر الى الشيطان اتمنى الا يأتي الى الجنازة فانا حقا لا اود رؤيته
"انشغلت ميار بالحديث مع زوجة جدهاو بعد مرور وقت ليس بطويل ذهب الجميع للنوم كل في غرفته , استطاعت ميار ابعاد الخوف عن تفكيرها و استسلمت للنوم على الفور و كذلك فعل محمد لكنه لم ينم طويلا فما هى الا دقائق حتى تلقى صفعة قوية ايقظته من النوم ثم سمع صوت بعدها يهمس له قائلا "
- ها انت تعيد الكرة مجددا , هل تستمتع بقتل الناس من حولك , تلك الساعة ليست لك اعدها ..
" كان محمد متأكد من هذا ليس بشبح انما شخص ما موجود في غرفته لكن الخوف شل حركته بالكامل فلم يستطع القيام من مكانه لاضاءة المصابيح , تحرك الزائر الغامض حتى اقترب من النافذة فبدا كأنه شبح اسود قصير القامة نحيف جدا يرتدي جلباب كالذي يرتديه بقية رجال قرية , كانت النافذة مفتوحة فقفز منها زائر الليل الغامض , نهض محمد من سريره بسرعة و حاول ان يمسك به قبل ان يقفز لكنه لم يفلح و وقف يراقب الغريب من النافذة و هو يهرب مبتعدا "
- من هذا و ما الذي يقصده بقوله "استمتع بقتل من حولي" لم اقتل احد في حياتي , انها غلطتي من البداية ما كان علي ان اقبل بالنوم في هذه الغرفة ان نوافذها قريبة جدا من الارض يمكن اقتحامها بسهولة " تذكر محمد كلام الغريب عن الساعة فذهب و اشعل انوار الغرفة و عاد الى سريره دس يده اسفل الوسادة كي يخرج الساعة من تحتها لكنه شعر بوجود شيء ما غريب , بسرعة رفع الوسادة ليجد امامه بقعة كبيرة من الدماء و الساعة غارقة فيها"
فين الباقي
ردحذف