الخميس

5 عقوبات كرهناها في الطفولة و...



أمي هي بطلة ذكريات الطفولة الأولى، فكل شيء مرتبط بها بشكل ما أو يؤدي إليها في النهاية، حتى تلك العقوبات التي كنا نعاني منها في طفولتنا، صارت هي الآن أقصى أمنياتنا في الحياة لنتابع:


1- “خش نام عشان عندك مدرسة الصبح”

يأتيني صوت أمي عالياً وحازماً: “يالا يا أحمد خش نام”، وهو الأمر الذي طالما كرهته في طفولتي لأنه عادة ما يأتي وسط مشاهدتي لأحد الأفلام أو المسرحيات التي أحبها.
“خش نام عشان عندك مرسة الصبح”، أول عقوبة عرفتها وكرهت بسببها المدرسة والتعليم لأنني كنت أفضل أن أسهر حتى أكمل ما كنت أشاهده في تلفازي الحبيب.
أنا الآن سهران رغماً عني، وقد تجاوزت الساعة الثانية صباحاً لأنهي عملاً لابد أن أنهيه على الرغم من وجود دوام في الصباح، أين أنت يا أمي كي أنام بالأمر وتعتذري لمديري.

ليس هذا هو الشيء الوحيد الذي كنا نحلم به في طفولتنا وبات الآن حلماً نتمنى أن نحظى به.


2- خلّص فطارك


وقت الطفولة كنت أصحو من نومي لأجد وجبة الإفطار جاهزة ومعها كوب حليب دافئ، بالإضافة إلى وجبة أخرى تأخذها معك إلى مدرستك، الآن وبعد أن كبرنا يا أمي وصرنا نقيم في بيوتنا بمفردنا، صرنا نمني أنفسنا بوجبة إفطار جاهزة يحضرها لنا أي أحد، مع انعدام أي تنظيم ربما نلت الوقت الكافي لتناول أول وجبة بعد انتصاف اليوم “آه يا مين يعملي فطار دلوقتي وأنا أخلصه من غير أي خناق”.

3- “يالا عشان تروح المدرسة”


سواء أكانت مدرستك خاصة أو حكومية لم تكن تتحمل بشكل مباشر أي مصروفات، فهي إما مجانية أو يتحملها عنك والداك، بل ويتحايلون عليك كثيراً كي تذهب إلى المدرسة، الآن عليك أن تدفع كثيراً وكثيرآً، وتضطر إلى خوض اختبارات لتحظى بدورة تعليمية أو تدريبية، تخيل شعورك الآن إذا ما عرفت بتوافر دورة تدريبية مجانية في الجامعة الأميركية في أي من المواد، بلا شك ستكون أول الحضور.

4- “هتقعد جنب البنات”، “هتقعدي جنب الولاد”


سواء أكانت مدرستك خاصة أو حكومية لم تكن تتحمل بشكل مباشر أي مصروفات، فهي إما مجانية أو يتحملها عنك والداك، بل ويتحايلون عليك كثيراً كي تذهب إلى المدرسة، الآن عليك أن تدفع كثيراً وكثيرآً، وتضطر إلى خوض اختبارات لتحظى بدورة تعليمية أو تدريبية، تخيل شعورك الآن إذا ما عرفت بتوافر دورة تدريبية مجانية في الجامعة الأميركية في أي من المواد، بلا شك ستكون أول الحضور.


4- “هتقعد جنب البنات”، “هتقعدي جنب الولاد”


عندما يناقش الكبار أمراً ما أو يتشاجر والداي، كانا دائماً يطلبون مني الخروج للعب في الخارج، ولسبب ما كان طردي من الداخل -أو هكذا كنت أشعر- يسبب لي الضيق، الآن أنا حبيس مكتب لا أحب أياً ممن فيه، أفكر كثيراً ماذا أفعل كي أغضب مديري فيضطر إلى إرسالي إلى الخارج للعب من دون أن يقطع راتبي.


6- “احنا رايحين فرح أنت متعاقب، ومش هتخرج معانا”


يمكنني أن أقضي يومان متواصلان في بكاء حاد لا ينقطع لهذا السبب، لأنهم لم يصطحبوني معهم إلى الفرح، أو إلى زيارة إحدى قريباتنا، الآن أنا أبكي إذا ما فرضا عليا الذهاب، ماذا أفعل حتى أحرم من هذا الشرف العظيم، فأنا لا أحب الأفراح، ولا الحكايات التي يلوكونها في جلسات الأقارب، وصرت أفرح حتى إذا اعتذر أصدقائي عن موعد كنا قد خططنا له، ففراق كنبة المنزل الوثيرة يحز في نفسي كثيراً.

7- طبق من الخضروات


كل الشارع كان أشهى ما يخطر ببالي عندما أفكر بالأكل، وآكل الخضروات على مضض وبإلحاح من أمي، الآن وبعد العيش بمفردي لـ 10 سنوات قريباً، صرت أعد الأيام حتى أعود إلى بيت أمي فأحظى بوجبة منزلية يكون أهم شرط فيها أطباق السلطة والخضروات والشوربة.

جميع الحقوق محفوظة لــ mezafast 2015 ©