الثلاثاء

زمان وأنا صغير: قصص وخرافات عن البيت المسكون


بعض الناس تظن أن كل شيء يصاب بلعنة ونوع خاص من السحر إذا مرت عليه فترة زمنية معينة، يحدث هذا مع الأشخاص وحتى البيوت.

في فترة الطفولة غالباً ما كانت ترسم شخصية الساحرة أو المشعوذ على أنهما كبار في السن، وكذلك يحدث الأمر مع البنايات، التي غالباً ما تكون متهالكة وغير مأهولة بأصحابها لزمن طويل.

قصة البيت الملعون

كل ما هو ظلام مخيف، قاعدة بسيطة عند الأطفال، أمرّ بجانب بيوت منطقة هيليوبلس وروكسي القديمة وأجد تلك البيوت أو الفيلات التي تتكون من طابقين على الأكثر.

لا يوحي مظهرها إلى طفل بأي شيء مخيف في فترة النهار، فقط بيوت قديمة هجرها أصحابها أو لم يهتموا بها لفترة طويلة، ماتت حدائقها لتعطيها مظهراً وحشياً.

يختلف كل شيء في الليل، تتضخم هذه البيوت المهجورة ويبتلعها الظلام بالكامل، لا يصدر من جانبها أي صوت على الإطلاق، إذا ظهر كلب أو قطة في ذلك الوقت، قد يصاب من يمر جانبها بالذعر.

لماذا لم يسكن أحد هذه البيوت؟

الإجابة بسيطة لطفل يسمع كثيراً عن الأزمة السكانية خلال الدراسة وخارج المدرسة أيضاً، ربما لأن هذه الأماكن والبيت ملعونة؛ تسكنها الأشباح والجن والعفاريت.

تدور قصص وخرافات كثيرة بين الأقارب والأصدقاء عن خبرتهم حول بيوت الرعب تلك، أحد البيوت يظهر ليوم ويختفي، وآخر دخله بعضهم وسمعوا ورأوا أشياء يعجز عن تفسيرها العقل البشري.

شبح وعفريت لكل بيت

بمرور الوقت شمل الأمر كل البنايات والبيوت، ظهرت روايات صرخة الرعب وقصصها عن البيوت المسكونة.

تنشط مخيلة الأطفال، يؤلفون القصص والحكايات وربما سمعوها وقرروا أن يمرروها، بيت تتساقط من سقفه الدماء، وآخر يختفي فيه من يدخله ولا يخرج منه أبداً وآخر تحوّل ضحاياه إلى دمى صغيرة.

من بيوت بنيت على مقابر إلى بيوت مات بها أصحابها وسكنت أرواحهم البيت، إلى بيوت امتلكتها الجن والشياطين التي تظهر على سطح الأرض.

لعنة البيت ذو الهاتف

تطور الأمر قليلاً، وربما خرج عن السيطرة، أصبح يتناول الأشخاص قصة بيت أرقام هاتفه متشابهة، من يتصل به تصيبه لعنة ويمنع من دخول الحمام لمدة طويلة من الزمن.

تمر الأعوام قليلاً، تختفي الظاهرة ولكن!

أكبر قليلاً وأكتشف أن معظم هذه البيوت المهجورة هي بيوت آيلة للسقوط، أو سكن أصحابها أماكن أفضل، أو مازالوا يسكنونها في الواقع ولكن لا يظهرون، فقط اعتزلوا البشرية، تعبوا من الاهتمام بفيلا أو بيت كبير بحديقته وأشجارها.

تظهر قصتان جديدتان تعود كل قصة إلى زمن ليس ببعيد، قصر البارون إمبان وعمارة رشدي بالإسكندرية.



قصر البارون إمبان


قصر يقع في منطقة هيليوبلس، قصر ساحر، تدور القصص حوله بسماع أصوات تصدر منه خلال الليل.

هو تحفة فنية رائعة تزينه التماثيل، قصر أسطوري لا تغيب عنه الشمس، وفي الواقع هذا القصر من القصور المتحركة، بني على قاعدة متحركة تمكنه من الالتفاف، حيث تدخله الشمس من جميع الأنحاء.

ربما كان ذلك سبب سحر هذا القصر.

عمارة رشدي في الإسكندرية

لم يسكنها كثيرون، فقط بضعة أشخاص، لم يكتمل بناء هذه العمارة بشكل كامل، يخاف منها أهل الإسكندرية، لا يفهمون ذلك، يشعرون بأنهم أمام شيء غريب خارج عن المألوف.

كل من يسكن هذا البيت يصببه حادث غريب، صاحب العمارة الأصلي وعائلته غرقوا في البحر، يصاب ساكن آخر بحريق في شقته يبتلعها وهو فيها.

حتى إن استأجرت شركة طابقين، تخسر أموالها بعد مرور عدة أيام.

عروسان يدخلان ويسكنان البيت ليلة زفافهما ويمران بحوادث مرعبة، من مياه يتحول لونها إلى لون أحمر، ويجدان أمامهما مخلوقات غريبة، ثم يجدان نفسيهما مغمى عليهما في الشارع بعد ذلك.

في الحقيقة جزء مني يريد استكشاف هذا البيت وقصر البارون أيضاً.

تلك البيوت العتيقة ذات المعمار الخلاب، تصيبنا بلعنة في الواقع، فنقع في حبها وسحرها.

أما عن البنايات التي تدور حولها القصص والخرافات، قد لا يستوعب عقلنا ما يدور فيها، ربما هناك أشياء خارقة للطبيعة وربما أيضا يبالغ الأشخاص في قصصهم وحكايتهم.

ماذا عنك؟ ما هي قصتك مع هذه البيوت الملعونة؟ هل تظن أنها موجودة حقاً أم لا؟!

انتظرنا الأسبوع القادم مع قصص وخرافات أخرى من الماضي.

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ mezafast 2015 ©