الأحد

سر العلاقة بين سوسن بدر و...


سر العلاقة بين سوسن بدر وكاثرين زيتا جونز

للسمار جمال ما، يبدو ساحراً للعيون، كما أن الشعراء اعتبروه وحده نصف مقياس الجمال، هو يشبه تلك اللمسة التي تضفيها أشعة الشمس على الأشياء فتهبها الدفء، كذلك كانت سوسن بدر وكاثرين زيتا جونز اللتان ولدتا في اليوم ذاته في 25 سبتمبر بفارق 12 عاماً، بعض المواقع تذكر أن تاريخ ميلاد سوسن بدر هو 1 أبريل.

تنتمي النجمتان إلى قبيلة السمراوات الفاتنات، سوزان أبو طالب الشهيرة بسوسن البدر التي امتلكت مع سمارها ملامح فرعونية خالصة، جعلتها دون شك حفيدة شرعية للملكة نفرتيتي، والتي درست في معهد الفنون المسرحية ورشحها المخرج الراحل شادي عبد السلام للعب دور جدتها الأثيرة نفرتيتي في فيلمه أخناتون الذي لم يمهله العمر حتى إنهائه.

سوسن بدر الممثلة التي تستطيع أيضاً تغيير جلدها وقتما شاءت ليلائم الدور في موهبة شديدة الإبهار لم تحصل على حقها بعد، وكأن سوء الحظ الذي لازمها مع أول أدوارها عام 1980 التي لعبت فيه دور أميرة سعودية في فيلم بعنوان «موت أميرة» ومنع من العرض حتى على شاشات التليفزيون في الوطن العربي بأكمله ما زال يصاحبها حتى الأن.

وكاثرين زيتا جونز صاحبة الجمال العالمي، التي تشبه امتزاج الحضارات لتلك الممثلة البريطانية التي تملك ملامحها طعم ورائحة التوابل الشرقية ولمسة الشمس العربية وجموح الهنود الحمر ورقة الفرنسيات.

تلك الممثلة التي بدأت على المسرح لكنها نجحت وانتقلت إلى النجومية عن طريق التليفزيون بعد أدوار مهمة مثل دور «ميريات» في المسلسل البريطاني The Darling Buds of May عام 1991، وبعدها حصلت على دور في مسلسل The Young Indiana Jones Chronicles عام 1992، ومن بعد ذلك شاركت زيتا جونز في أفلام سينمائية لم تحقق نجاحاً ملحوظاً، وفي عام 1998 نالت على أول دور بطولة في فيلم سينمائي ضخم الإنتاج وهو فيلم The Mask of Zorro .

كانت سوسن تمتلك بجوار ملامحها وجمالها وسمارها وموهبتها إرادة تليق بأملاكها الأخرى فلم يصبها المنع حتى في الظهور في التليفزيون المصري باليأس وقدمت في العام نفسه فيلم «حبيبي دائماً» وعدة أفلام ومسلسلات أخرى لكنها لم تصبح معروفة بما فيه الكفاية للجمهور إلا عام 1986 بعدما لعبت دور البطولة في «سلام يا صاحبي» أمام عادل إمام وسعيد صالح ذلك الفيلم الذي صار أيقونة سينمائية للصداقة.

كانت التجربة الثانية أمام عادل إمام بعدما عملت معه وهي طالبة في مسلسل «أحلام الفتى الطائر» وعملت معه بعدها في «شمس الزناتي»، المدهش أن تلك البطولات لم تشفع لها لدى المنتجين لتقديم بطولات أخرى في أفلام حقيقية، المدهش أنها ظلت بعيدة عن الأضواء والنجومية.

على العكس كانت كاثرين يتا جونز التي بدأت عام 96 بفيلم The Phantom، وسرعان ما صارت نجمة يشار لها بالبنان بعد فيلم The Mask of Zorro عام 98، ولعبت بعدها أفلاماً قيمة مثل Traffic، Chicago، بل وحصلت على أوسكار أحسن ممثلة مساعدة عام 2003، لكنها وبكامل إرادتها انزوت رويداً رويداً، وتحولت إلى ما يشبه تماثيل الشمع التي تلعب أدواراً محددة سلفاً لمجرد شكل ملامحها فقط، وصارت تلعب أدواراً في أفلام لسندباد وزورو وكأنها الوكيل النسائي الحصري لصاحب القناع الاسود.

صارت زيتا جونز بعيدة عن الأضواء بكامل إرادتها وبما قدر لها من نصيب من الموهبة لم تعمل على تطويرها والاستمرار في الأضواء.

وبعد سنوات طوال، وفي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي تحصل سوسن بدر على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «الشوق» وتلعب أدواراً فنية متعددة على شاشات التليفزيون ليتذكر المصريون للمرة الأولى أن لديهم ممثلة غير عادية اسمها سوسن بدر التي كانت تُربط قديماً بأمها الفنانة آمال سالم وفيلمي سلام يا صاحبي وشمس الزناتي.

أدرك الجميع أن ابتسامة نفرتيتي لصاحبة 57 عاماً مازالت شابة وقادرة على إبهارنا لتضع سوسن بدر نفسها في مكانتها التي تستحقها ولم تيأس يوماً عن الوصول إليها، بينما اكتفت كاثرين زيتا جونز بحياة اجتماعية لطيفة مع زوجها الفنان مايكل دوجلاس.

وفي النهاية يبقى الاختيار قائماً بناء على المقومات الشخصية، ولكل إنسان – فنان كان أم لم يكن- ما سعى.
جميع الحقوق محفوظة لــ mezafast 2015 ©