في المقارنة بين أم كلثوم وفيروز غواية لا تقاوم.
كثيرون لم يقاوموها، والذين قالوا إنهم يرفضون الانزلاق إليها، استسلموا لها دون قصد.
الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي كتب مقالاً في الأهرام عن الموسيقيّ اللبناني سليم سحاب، أدان فيه هذه المقارنة، ولكنه سقط في فخها، عندما اعتبر أن هناك من «تنطع» وعقد «مقارنات لا محل لها بين أم كلثوم وفيروز، فيظلمون أم كلثوم التي لا يقارن بصوتها صوت آخر، ويظلمون فيروز التي نعرف حدود صوتها ونقدر مزاياه ونحبه ضمن هذه المزايا وهذه الحدود».
هنا، يقارن عبد المعطي حجازي، وتنتصر مقارنته لأم كلثوم.
أما الشاعر اللبناني أنسي الحاج فلا يخفي أبداً ولعه بفيروز الذي يصل حدّ الانتماء، يقول «إن سعادتي هي ألّا أعرف غير أشخاص يحبون هذا الصوت كما أحبه، وأن يزداد عددهم كل يوم، فليس مجدي فقط أنني أعيش في عصر فيروز، بل المجد كله أنني من شعبها».
وفي مقتطف من موسيقيات نشرتها الأخبار اللبنانية يقول الحاج «تُخاطبُ أمّ كلثوم المستمع على طريقة الزعيم، وتخاطبه فيروز بصوتِ صبيّةٍ خائفة، ومع هذا تحمل الطمأنينة، الأولى تهزّ الجسد وتمخر به عباب استمتاعه، والثانية تمسّ الجسد كالشعاع فيركع على روحه، صوت الأولى ينقضّ بسطوة الجبّار، وصوت الثانية يُرْعِش إرعاشَ قمرٍ يَسْطع فوق بحيرة، الأولى فرعون والثانية حُلُم».
الكبار أعلنوا انحيازاتهم بحسم، حاول آخرون النأي بأنفسهم بعيداً عنه، فتحدثوا عن أشكال مختلفة للجمال، وعن أن «الصباح لفيروز والمساء لأم كلثوم»، أو أن «أم كلثوم هي الهرم وفيروز هي شجرة الأرز»، وأن لا مجال أصلاً للمقارنة. وهذا أسلوب آخر للسقوط في غواية المقارنة، أسلوب لبق ولائق وآمن.
ولكن مكمن الاستمتاع بالغواية هو استجداء الخطر، تماماً كمن يحاول حفظ اتزانه على حافة هوّة سحيقة، لذلك فإن التماس الأمن في هذا المقام أمر شديد العبث، الاستسلام للغواية هو ترك كل شيء واتباعها، والمنقاد كالأعمى خلف ما يحب لا يحتمل لباقة الدبلوماسيين أو لياقتهم.
لا تُضاهى القدرات الصوتية لأم كلثوم، اتساع الطبقات، قوة الصوت، المهارة في التنقل بين المقامات، براعة الارتجال والتمكّن في أداء التفاريد، قدرات خاصة لا مثيل لها تكاد تكون إعجازاً فريداً، لا فيروز ولا غير فيروز تقترب حتى من أم كلثوم.
ولكن جمال الأصوات والمشاريع الموسيقية لا تقاس بالكيلوجرام، مثلما فعل عبد المعطي حجازي على سبيل المثال، واتساع المساحة الصوتية بحد ذاته ليس تميّزاً، ومحبو أم كلثوم يظلمونها، عندما يدللون على تفرّدها بسبب طبقاتها الصوتية.
كما أن اتساع رقعة الصوت لا يعني بالضرورة أنه أجمل، والجمال نسبي، والأذواق متباينة، فهناك من يفضل قوة الصوت الإعجازية لدى أم كلثوم، وهناك من يحب الانسياب الخلّاب لصوت فيروز، وهو بدوره صوت معجزة.
الأذواق ليست محلاً لتقييم، والنجاح مشروع متكامل، امتزاج أشياء كثيرة.
لدى أم كلثوم صوت يغني عن كل شيء، أما فيروز، فلديها كل شيء.
«استعراض السيدة الوحيدة» مقابل «المزج»
عرفت أم كلثوم جيداً حجم قدراتها الصوتية، وظنت أن هذه القدرات، وحدها، كفيلة ببناء مشروع موسيقي متكامل وناجح، لذلك، فضّلت دائماً استعراض الـ«One Woman Show».
لم تحب أم كلثوم أن يطغى أي جمال على جمال قوة صوتها، وكأن هناك خوفاً من أن ينسحب البساط من تحت قديمها.
على الجانب الآخر، ثمة إدراك لدى فيروز أن الألحان الجيدة، والمتنوعة، تضيف إلى المشروع الغنائي لا تنتقص منه، واندماج المستمع مع جملة لحنية جيدة، أو توزيع موسيقي مبتكر، لا يسحب البساط من تحت قدميها، بل يزيد ارتباط المتلقي بما تقدمه.
بعد أن اقترب محمد القصبجي من الكمال في لحن «رق الحبيب» التي يرجع أقدم تسجيل موجود لها إلى حفل النادي الأهلي في سبتمبر عام 1944، رفضت أم كلثوم أن يلحن لها مجدداً، دون سبب واضح.
كما فشلت جميع محاولات جمعها مع محمد عبد الوهاب في عمل مشترك، ولولا تدخل الرئيس جمال عبد الناصر شخصياً، لما تعاون الغريمان اللدودان.
أما فيروز، فلم تخف من ربط أغنياتها بألحان جيدة، اقتبست من موتزارت جملة طاغية في «يا أنا يا أنا»، سعت في مطلع الستينيات ولم تكن قد أكملت بناء مجدها للتعاون مع محمد عبد الوهاب، لم تتحرج حتى في مطلع مشوارها أن تمدحه غنائياً بأغنية أدتها تحت عنوان «جفنه علم الغزل»، تمدح فيها الأغنية الأصلية.
«جيتار كهربائي يا عبد الوهاب؟»
تطورت فرقة أم كلثوم كثيراً، بدأت كوكب الشرق مع بطانة من المنشدين، وانتهت إلى فرقة موسيقية تضم آلات غربية كالساكسفون والأكورديون والجيتار الكهربائي، ولكن هذا التطور لم يكن سهلاً عليها، وفي كل مرحلة، كانت تقاوم.
التحول الأول كان في عامي 1923 و1924، عندما تعرفت إلى طبيب الأسنان والملحن الهاوي أحمد صبري النجريدي، ثم الشاعر أحمد رامي ومحمد القصبجي، رضخت لضغوط القصبجي ولهجوم الصحافة عليها، واستبدلت بطانتها بتخت شرقي، ثم خلعت زيها البدوي وارتدت زي الآنسات.
توسع تختها على استحياء، دون أن تدخله آلات جديدة باستثناء التشيللو والكونترباص، حتى عام 1964، عندما تعاونت مع عبد الوهاب للمرة الأولى في أغنية «إنت عمري»، في مقدمة هذه الأغنية (ديالوج) بين جيتار عمر خورشيد وقانون محمد عبده صالح، عندما سمعت أم كلثوم هذا الخبر للمرة الأولى، قالت جملتها الشهيرة «جيتار كهربائي يا عبد الوهاب؟».
لم توافق أم كلثوم مباشرة على الفكرة عندما عرضها عليها عبد الوهاب، الذي لم يناقشها كثيراً، بل أسمعها المقدمة في اليوم التالي، ليغلق عليها أبواب الرفض، فلا يوجد عاقل يرفض هذه المقدمة التي تفوق جمال الأغنية نفسها.
بعدها بعام، اتفقت أم كلثوم مع بليغ حمدي أن يلحن لها أغنية اسمها «سيرة الحب»، حاول بليغ إقناع أم كلثوم بأن تُدخل الأكورديون إلى فرقتها، فرفضت، فأتى في اليوم التالي إليها مع عازف الأكورديون فاروق سلامة، فعزف، لتقتنع أم كلثوم بصعوبة أيضاً.
تخاف أم كلثوم من التجديد، موسيقية محافظة على العكس من فيروز، التي لم تتردد أبداً في تجربة كل ما هو جديد، ولعل تجربتها مع ابنها زياد في أداء أغنياتها بألحان الجاز، أو الألحان الشعبية اللبنانية، بل وحتى (عبثهما) بتراث فيروز والرحابنة عندما قدما الأولى والثانية في ألبوم «معرفتي فيك»، وتتضمنان قراءة ساخرة لأغنية «حبيتك بالصيف»، خير دليل.
سحر التفاصيل..
نقلت فيروز الغناء العربي إلى فضاءات أوسع، ليس فقط لأنها تنوّعت في الموسيقى ولم تخش أيًا من أنماطها، ولكنّها تميزت في اختياراتها الشعرية لتحكي أكثر عن التفاصيل الصغيرة التي لم يغنِّ لها أحد.
فعلى سبيل المثال، لم يكن الوطن عند فيروز، في معظم ما غنت عدا استثناءات قليلة، قواعداً للمجد يبنيها أيًا من كان وحده، ولم تكن الأغنية الوطنية لدى فيروز، مناسبة لمدح قيمة مطلقة اسمها الوطن، وهجاء شبح افتراضي اسمه العدو.
الوطن في تجربة فيروز، تفاصيل صغيرة تمسّ الجميع، «قهوة عَ المفرق» كانت تلتقي فيها مع من تحب، ثم «جيت لقيت فيها عشاق اتنين صغار قعدوا على مقاعدنا سرقوا منّا المشوار»، تنتقل هنا من القيمة المطلقة الافتراضية إلى الأشياء الملموسة التي نعرفها ونراها كل يوم والتفاصيل التي نحبها.
تحكي فيروز أيضاً حكايات الحب بطريقة مختلفة، فعندما تشعر ببعدِ من تحب لا تناجيه بعبارات مثل «يا ظالمني» أو «قلبي من رضاك محروم»، ولكنّها تحدّثه عن فستانها الجديد الذي فصّلته خصيصاً من أجله، ولكنه لم يهتم رغم أن «ما ظل فيه إنسان إلا وقف.. واتأمله.. وقال لي حلو.. ولو شفت كيف اتعجبّوا الجيران.. بالخصر.. بالزنار.. بالألوان.. لكن أنا شو همّني الجيران.. شو همني صحابي.. ومين ما كان.. بدّي الحلو بس الحلو يقللي حلو مبروك هالفستان»، قبل أن تسائله بمرارةٍ عن أسباب اعتنائها بهذا الفستان.. «لمين هالفتسان فصّلته؟ للناس؟ للجيران؟ للقمر السهران؟ غلطان!».
عندما تحب فيروز، فإنها لا تقول فقط إنها تحب، أو أن أيامها غدت أحلى أو أجمل أو أن الحبيب عوّضها عمّا فاتها، فالحب كالوطن والوطن كالحب، كلاهما ليسا قيمة مطلقة، وكما أن الوطن أماكن نعرفها وقصص نعيشها فتستغرقنا، فإن الحب تجربة فيها ما فيها من مواقف وحكايات جديرة بأن يعبّر عنها غناؤنا.
أم كلثوم و فيروز.. عندما تبدو المقارنة سذاجة
(1) أنت حر
لديك كامل الحق في أن تحب البامية أكثر من الكوسة، لديك الحرية الخالصة في حب اللون الأبيض وكراهية البني، في الاستمتاع بالمطر في الشتاء وكراهية حر الصيف أو العكس.
أنت حر تماماً في اختياراتك، لكن تذكر أن للآخر أيضاً حريته في اختيار ما يحب حسب شخصه وذوقه، لذلك فاعتراضك عليه فيما يحب وتكره أنت غير مقبول.
ليس هناك ضرورة نهائياً لكي تكون فيروز أسطورة غنائية أن تكون أم كلثوم فاشلة و« بتجعر»، ولن يزيد نجاح ثومة أن تكون فيروز رمزاً للعمق عند بعض « التافهين»، في الفن تحديداً بغض النظر عن البامية والكوسة ليس هناك معيار للقمة، لا تجوز المقارنات المباشرة بل وتبدو ساذجة للغاية.
لم يكن جيفارا أكثر ثورية من عمر المختار، ولا بيليه أكثر مهارة من مارادونا، بل وحتى الكوسة يتذوقها بعض الناس ويعشقونها بطريقة مختلفة عن تذوقهم للبامية، فما بالك بموهبة مرتبطة بالإبداع.
لم تشبه أم كلثوم فيروز ولم تتشبه فيروز بأم كلثوم نهائياً حتى يجوز أن تضعهما في كفتي ميزان، بغض النظر عن أنك حر في أن لا تحب إحداهما أو حتى الاثنتين، لكن ليس من حقك نهائياً أن تقارنهما.
(2) النشأة
نشأة واحدة في عائلة فقيرة في بلد عربي صاحب حضارة قديمة، أم كلثوم ابنة إبراهيم البلتاجي مؤذن قرية طماي الزهايرة في المنصورة، التي كانت تحفظ وتغني القصائد والتواشيح هي وأخوها خالد، والتي أصبح لها جمهور وهي في حدود العاشرة كانت تغني أمامه في بيت شيخ البلد في قريتها.
وفيروز التي ولدت بعد أم كلثوم بحوالي 37 عاماً، والتي نشأت في أسرة فقيرة تعيش على دخل الأب العامل، والتي التحقت بمدرسة القديس يوسف الابتدائية، وظهر نبوغها في أداء الأناشيد المدرسية وأصبحت تغني في الحفلات المدرسية كصاحبة أجمل صوت في المدرسة، قبل أن تنتقل إلى مدرسة المعارف الوطنية ليكتشفها الأستاذ سليم فليفل عام 1949 وهي في 14 ويقنع والدها بأن يلحقها بالمعهد الموسيقي، ثم تبناها فنياً بعد ذلك وألحقها بفرقته الإذاعية.
أما أم كلثوم فكانت بدايتها الفعلية وهي في 16 بعدما تعرف والدها على الشيخين زكريا أحمد وأبو العلا محمد اللذين أتيا إلى السنبلاوين لإحياء ليالي رمضان وأقنعا الأب بالانتقال إلى القاهرة.
وكانت تلك الخطوة الأولى في مشوارها الفني الاحترافي عندما أحيت ليلة الإسراء والمعراج بقصر عز الدين يكن باشا وأعطتها سيدة القصر خاتماً ذهبياً وتلقت أم كلثوم 3 جنيهات أجراً لها.
البدايات الصعبة لا تهزم المواهب لكنها تشحذها كي تواجه العالم.
(3) رجلان
يمكن أن يؤرخ لأم كلثوم كمغنية ببدء تعاملها مع محمد القصبجي وأحمد رامي في عام 1924، القصبجي الذي كون فرقتها الخاصة، أول تخت موسيقي حقيقي بدلاً من فرقة المعممين التي عملت معها وجهزها فنياً ومعنويا كوالد روحي وعاشق خفي، ورامي الذي التقت به في العام ذاته بعدما سمعها في إحدى الحفلات تغني (الصب تفضحه عيونه) بعد أن عاد من أوروبا، فأدرك أنه قد وجد هدفه، وأعاد تجهيزها ثقافياً وصار الصب الذي تفضحه أشعاره.
أما فيروز التي عرفها رئيس القسم الموسيقي في الإذاعة حليم الرومي بالملحن والشاعر الشاب عاصي الرحباني وتعاون معها هو وأخوه منصور الرحباني بين عامي 49 حتى 55 ، عندما تزوجته.
وكان أول لحن غنته فيروز للأخوين رحباني هو أغنية «غروب»، ثم غنت لحناً بعنوان عتاب والذي كان منطلقاً لشهرتها حيث دعيت إلى إذاعة الشرق الأوسط والإذاعة السورية لتغني فيهما.
في حياة كلٍّ منهما رجلان، أحب أم كلثوم الرجلان ولكنها لم تحبهما فقط صادقتهما وعرفت كيف تستفيد منهما جيداً، أما فيروز فأحبت عاصي وعانت معه كثيراً، وعانت بسببه كثيراً.
(4) المدرسة الغنائية
عظمة صوت أم كلثوم جعلته مدرسة غائية قائمة بذاتها، تتماهى فيه ألحان الملحنين وتصطبغ به، وتدور الألحان في فلكه لدرجة أنها قضت على مشروع القصبجي الموسيقي الرائد في تحويل الموسيقى إلى البطل بدلاً من صوت المغني، وهو ما قدمه مع أسمهان وليلى مراد قبل أن تجبره على العودة لعزف العود خلفها وهي تغني، وقد صاحبت هذه المدرسة قدرة غير عادية على قراءة الحاضر والمستقبل والتطور بنفس الأدوات الشخصية بما يناسب المرحلة.
بل وأضافت تقليداً خاصا بها وهو الغناء المسرحي الدائم والذي صار له عيد في الخميس الأول من كل شهر لدى الوطن العربي بأكمله.
قدرتها المدهشة على الارتجال وضبط أداء الفرقة الموسيقية من خلفها، التفاعل الحقيقي مع اللحن والكلمة واستخدام طبقات صعبة للغاية عند الاحتياج دون تظاهر.
على الجانب الآخر كانت فيروز صاحبة الصوت الأوبرالي الرائق الرائع، التي نجح معها الأخوان رحباني في تقديم نقلة نوعية في الموسيقى العربية، بل وكانت هي السبب الرئيس في نجاح تلك النقلة، والتي قدم معها محمد عبدالوهاب – على عكس أم كلثوم – ألحاناً نوعية للغاية قرر فيها موسيقار الأجيال أن يستفيد تماماً من قدراتها غير العادية وروحها الجموحة الطامحة إلى التجربة، وفارق السن والنجومية العريضة بينها وبين أم كلثوم حين تعامل معها.
هنا اختلفت التجربتان بفعل الظروف، أم كلثوم تصدرت الساحة رويداً رويداً، صنعت مجدها الشخصي من خلال العديد من المؤلفين والملحنين، ويبقى السنباطي ورامي هما الأطول عمراً في التعامل معها، لكنهما يبقيان قمرين دارا في مجال كوكب الشرق.
أما فيوز، والتي تعاملت مع عبدالوهاب وتوفيق باشا وجورج فرح وسليم الحلو ومدحت عاصم، فبقيت أغلب ألحان أغنيها رحبانية خالصة، حتى بعد وفاة الأخوين رحباني والعمل مع ابنها زياد.
(5) النهاية
في النهاية رحلت أم كلثوم منذ ما يقرب من 40 عاماً لكنها بقيت أسطورة غنائية لن تتكرر لها عشاق بالملايين حول العالم، وما زالت بعض المعاهد الموسيقية تدرس صوتها وأداءه وطريقة تطوره، واحتفلت فيوز بعيد ميلادها الـ79 منذ أيام وهي أسطورة حية، يعشقها الملايين حول العالم، ويتعلم من أغانيها آخرون ويحلم بعودتها إلى المسرح ملايين آخرون.
لا تغار القمم من بعضها بحثاً على الأكثر ارتفاعا، فقط بقيت قمماً لا تضاهيها السفوح، وبقي الأقزام يتساءلون عن الأعلى لأنهم ما تعلموا يوماً كيف يرتقون؟



